نصائح تولستوي لتجنب الكتب السيئة




نصائح تولستوي لتجنب الكتب السيئة (*)

الكاتب: ليف تولستوي

ترجمة: يوسف نبيل

 

"...حاذر من أن تجعلك قراءة كل أنواع الكتب لعدد كبير من الكُتَّاب، تشعر بعدم وضوح الرؤية ويراود الشك عقلك. عليك أن تغذي عقلك فقط بتلك الكتابات التي لا يرقى إليك الشك في جودتها. أما القراءة المفرطة فتلهي العقل، وتمنعه عن أداء عمله الحر. لذا فاقرأ فقط الكتب القديمة التي تكون متيقنًا تمامًا من جودتها. وإذا شعرت في وقت ما بالرغبة في قراءة نوع آخر من الكتابات، فلا تنس أبدًا أن تعود إلى النوع الأول بعد ذلك"  (سينيكا)

                                                                                                                

***

"... قبل كل شيء عليك أن تقرأ أفضل الكتب، وإلَّا لن يتسنى لك الوقت فيما بعد لقراءتها أبدًا"  (ثورو)

                                           

***

الأفضل ألَّا تقرأ ولا حتى كتابًا واحدًا من أن تقرأ عددًا كبيرًا من الكتب، وتصدق كل ما هو مكتوب. من الممكن أن تصبح ذكيًّا دون أن تقرأ كتابًا واحدًا، فتصديق كل ما هو مكتوب في الكتب لا يمكن أن يكون شيئًا أخر سوى حماقة.

***

يتكرر في الكتابة ما في الحياة، فغالبية البشر ليسوا أذكياء، ويرزحون تحت عبء الضلالات، وهذا ما يتسبب في توفر عدد كبير من الكتب السيئة، والكثير من الكتب يشبه القمامة بين الحبوب الجيدة . مثل هذه الكتب لا تقوم بشيء سوى الاستيلاء على وقت قارئها، وكذلك انتباهه وماله.

إن الكتب السيئة ليست فقط بلا فائدة، لكنها ضارة أيضًا. وتسعة أعشار الكتب على هذا الحال، والسبب في طباعتها هو انتزاع المال من جيوب الناس.

لذا فالأفضل ألَّا نقرأ مثل هذه الكتب التي يتحدث ويكتب عنها الكثيرون. علينا قبل كل شيء أن نقرأ ونتعرف على أفضل الكُتَّاب في كافة الأزمنة عند كافة الشعوب. وهذه الكتب هي التي يجب أن تُقرأ قبل أي شيء آخر. ولن يكون لديك وقت لقراءتها كلها، ولكن مثل هؤلاء الكُتَّاب يعلموننا ويشكلون شخصياتنا. الكتب السيئة التي نقرؤها دائمًا ما تكون أكثر من الجيدة. إن الكتب السيئة بمثابة سُم أخلاقي يُخذِّر الناس.

***

إن الخرافات والضلالات تُعذب الناس، وما من خلاص منها سوى بشيء واحد؛ ألا وهي الحقيقة. ونحن ندرك الحقيقة بأنفسنا، وبمساعدة الحكماء والأتقياء الذين يعيشون بيننا. لذلك فكي نتمكن من أن نعيش حياة فاضلة علينا أن نبحث عن الحقيقة، ونستفيد من تلك الإشارات التي وصلتنا إليها من أسلافنا من الحكماء والقديسين.

واحدة من أقوى الوسائل لمعرفة الحقيقة والتحرر من الخرافة هي التعرف على كل ما أنتجته الإنسانية في الماضي من أجل إدراك الحقيقة الأبدية والعامة لكل البشر والتعبير عنها.

 

 

(*) النص مقتطع من كتاب (طريق الحياة.. رسائل في الروح والموت والحياة) لـ ليف تولستوي، والصادر عن دار آفاق للنشر والتوزيع عام 2019، بترجمة: يوسف نبيل.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم