الفن كما رآه أوسكار وايلد


الفن كما رآه أوسكار وايلد

(من مقدمة رواية صورة دوريان جراي)

ترجمة: طه عبد المنعم

 

 

نشر أوسكار وايلد روايته الوحيدة صورة دوريان جراي على صفحات مجلة  ليبينكوت الشهرية في عدد يوليو 1890 وقام محرر المجلة بحذف مقاطع كثيرة تُقدر بحوالي خمسة آلاف كلمة بدون علم المؤلف، ورغم ذلك أثارت ضجة في الوسط الثقافي البريطاني، فعندما نشرها في كتاب كاملة في أبريل 1891، أضاف في بدايتها تصدير أقرب لمانفستو موجز الكلمات والتعبيرات، وكأنها إرشادات للقراءة:

 

- الفنان هو خالق الأشياء الجميلة، والناقد هو مَن يترجم في أسلوب آخر وبلغة جديدة انطباعاته عن الأشياء الجميلة التي يخلقها الفنان. غاية الفن أن يكشف عن نفسه وأن يخفي شخصية الفنان.

 

- أعلى أنواع النقد وأدناها لا يعدو إلا مجرد سرد للسيرة الذاتية للفنان.

 

- ومَن يجدون معاني القبح في إبداعات الفنان الجميلة، هم السفهاء الذين يتجنبون الوقوع في فتنة الإبداع. وهذه خطيئة. ومَن يجدون معاني الجمال في إبداعات الفنان، هم المثقفون، وهم الأمل.

 

- ليس هناك ما يُسمى كتاب أخلاقي وكتاب غير أخلاقي، فالكتب إنما مكتوبة بشكل جيد أو ردئ، وهذا كل ما في الأمر.

 

- كراهية القرن التاسع عشر للواقعية هي غضبة كاليبان حين يرى وجهه في المرآة، وكراهية القرن التاسع عشر للرومانسية هي غضبة كاليبان حين لا يرى وجهه في المرآة. الحياة الأخلاقية للإنسان تكون جزءًا من المادة التي يخلق بها الفنان إبداعه، ولكن أخلاقية الفن تتكون من الاستخدام الأمثل لبيئة حياتية معيوبة.

 

- لا ينبغي للفنان أن يبرهن على شيء، حتى تلك الحقائق التي يمكن إثباتها ببداهة.

 

- ما من فنان يتحيز لمدرسة في الأخلاق بعينها، فالتحيز الأخلاقي في الفنان هو اصطناع في الأسلوب لا يُغتفر.

 

- ما من فنان يشتكي من نضوب إبداعه، فهو يستطيع التعبير عن كل شيء في الحياة. فالأفكار واللغة هي أدوات الفنان، والفضائل والرذائل هي المواد التي يبني ويخلق بها إبداعه.

 

- من ناحية الشكل، فأرقى الفنون هي الموسيقى، ومن ناحية الإحساس فأرقى الفنون هي التمثيل.

 

- الفن له ظاهر على السطح ورمز مخبئ. مَن يغوص تحت السطح، فهو يجازف على مسؤولية إدراكه، ومَن يقرأ الرمز يجازف على مسؤولية وعيه.

 

- الفن لا يصور الحياة، بل يصور المشاهدين للحياة.

 

- تنوع الآراء حول العمل الفني دليل على أنه جديد ومُركب وحيوي. فكلما اختلف النقاد، شعر الفنان أنه أدى واجبه.

 

- بوسعنا أن نغفر لصاحب الفن الهادف طالما أدرك أن عمله ليس جميلًا. فالمبرر الوحيد لعمل فن هادف هو أن يأسرنا بجماله. 

 

- لا غاية للفن إطلاقًا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم