العاصفة المخيفة.. (مقتطف من مخطوطة رواية "حكاية بنات فيفيان")




العاصفة المخيفة.. (مقتطف من مخطوطة رواية "حكاية بنات فيفيان")

تأليف: هنري دارجر
ترجمة: محمود راضي

عقب وفاة الكاتب والفنان التشكيلي اﻷمريكي هنري دارجر Henry Darger في العام 1973، والذي تكتَّم طيلة حياته على عمله اﻹبداعي، ولم يُكتشف سوى بعد وفاته، عُثر بين محتويات منزله - إلى جانب مئات اللوحات - على مخطوطة رواية فانتازية بالغة الضخامة، جاوزت عدد صفحاتها الـ15 ألف صفحة، وأسماها (حكاية بنات فيفيان The Story of the Vivian Girls، والمعروفة بعوالم غير الواقعي عن عاصفة الحرب الجلانديلينية-الأنجلينية التي سببتها ثورة اﻷطفال العبيد)، وفيما يلي مقتطف من المجلد اﻷول من هذه الملحمة الفانتازية الضخمة، والذي نتعرف من خلاله على روبرت فيفيان -إمبراطور المملكة الكاثوليكية آبيانيا- وبناته السبعة:

كان روبرت فيفيان نفسه أبًا لسبع فتيات صغيرات من آل فيفيان، لا يمكن تجسيد مدى جمالهن حيال رؤيتهن على الطبيعة. بخصوص فوليت وجويس وجيني وإيفنجلين، فجمالهن لا يُوصف، لكن لا زالت طبائعهن وطرائقهن الطيبة والروحية أجمل وأنصع. ولا تملك إيفانجلين سانت كلير [1] أن تغلبهن في مسالكهن الطيبة الودودة، وفي حبهن للرب. كن على الدوام راغبات في فعل ما يُملى عليهن، مبتعدات عن الصحبة الطالحة، وذاهبات إلى القربان المقدس كل يوم، عائشات حياة الراهبات الصغيرات. كانت عناية آبائهن هي ما شكلت ما صرن عليه. كنّ آبيانيانات بالميلاد، أما آباؤهن الفزعين من العواصف الآبيانية الهائلة، فقد غادروا آبيانيا وتوجهوا في البداية إلى أنجلينيا. عمهن كان هانسون فيفيان الذي خسر زوجته وابنته، تقيًّا مثل والدهن، لكنه كان هرقلًا في بنيته، وشمشونًا تامًّا في قوته.

منذ زمن بعيد قبل ميلاد بنات روبرت فيفيان، كان لهانسون ابنة جميلة سُميت فيوليت فيفيان. كانت إيفانجلين سانت كلير في ذاتها، وماتت أيضًا في عمر إيفا الصغيرة. قتلها اﻹعصار الهائل الذي عصف بآبيانيا، كما وُصف بالفعل في الصفحات القليلة اﻷولى من هذا الفصل.

في الزمن الذي تبدأ فيه قصتنا، وبعد سبعة وعشرين عامًا من مغادرة هانسون لآبيانيا، عَلِقت دايزي وكاثرين وهيتي، ثلاث من بنات روبرت اﻷخريات، في غابات شاسعة، حينما ضَرب إعصار رهيب، مكتسحًا جزءًا من ساحل أنجلينيا الشرقي. استمرت العاصفة المخيفة لمدة يومين، مُدمرة للعديد من الغابات الطيبة، ومُخربة للكثير من المدن والبلدات في مسارها.

بعد العاصفة العظمى، لم يُعثر على الفتيات الصغيرات، رغم عمليات البحث الدقيقة التي أجريت في كافة اﻷرجاء. مرت أيام عديدة، ولم يُعثر عليهن. اضطر روبرت التخلي عن البحث مغتمًّا، رغم عدم تخليه عن الصلاة مع ذلك لكونه كاثوليكيًّا. راسل بالتلغراف مدن جاين ريشي وميك هوليستر وجاين رين تاون وحتى ماركوكيان وفيفيان ويكي، لكن لم يُعثر لهن على أثر…

-----
[1] من أبطال رواية (كوخ العم توم) للكاتبة اﻷمريكية هارييت بيتشر ستو، كانت في الرواية فتاة طيبة وابنة لمالك عبيد في الجنوب وصديقة مقربة للعبد اﻷسود المعروف بالعم توم.

1 تعليقات

  1. لا بد أن للمقال أجزاء أخرى؛ فالبداية مشوقة وتفتح إلى الكثير من التفكير، وبخاصة عندما يكون الأسلوب سلس وبسيط دون مفردات مركبة يصعب فك إلغازها في بعض الأحيان.

    ردحذف
أحدث أقدم