من نحن

ضع ثقتك في المتعة.. وإيمانك بالعشوائية.

 

تُعرَّف القراءة عادةً كفعل حر، تلقائي، عفوي، لا يلائمه التنظيم الصارم في كل الأوقات.. فليس هناك منهج للفهرسة بوسعه أن يكون مثاليًا أبدًا.. فالقراءة المنهجية قليلة النفع أحيانًا.. وحسب «أمبرتو إيكو» يجب أن تحمل المكتبة صفات اللامتوقع والمصادفة.. فالصدفة هي قانون الحياة الأبدي، وأفضل المرشدين هي الأهواء.. ومع الاحترام الشديد لـ «ديوي» لن يكون هناك من فهرست.

علينا الاعتراف إذن بأننا لا تروق لنا فكرة «وصفات القراءة».. إننا نؤثر المصادفة في  اكتشافاتنا الشخصية فيما يخص القراءة.. وتكمن سعادتنا في الطبيعة العشوائية  لكيفية عثورنا على الكتب.. وعلى الدوام ينتابنا الحذر تجاه التوصيات بكتب معينة.. دون الاهتمام بحقيقة أن الكتب تعني أشياء مختلفة  بالنسبة للناس أو أشياء مختلفة للشخص ذاته عند نقاط متعددة في حياته.

وكما هو مفهوم لا توجد طريقة واحدة للقراءة الجيدة.. فعليك أن تمضي دون وساطة من أحد.. ولا يجب أن تُفسر هذه المختارات على أنها قائمة خاصة ومحددة لما يجب عليك أن تقرأه.. بل على أنها تمثيل لأعمال أدبية تصور تصويرًا جيدًا الدافع الذي يدعونا للقراءة. 

وفي النهاية علينا أن نبقى قراءً.. وألا نزيد في تمجيد أولئك الكائنات الغريبة التي تُدعى  «النقاد»..  لدينا مسؤولياتنا كقراء وأهميتنا أيضًا.. يجب أن تتسلل  معاييرنا الخاصة وآراؤنا في الهواء الذي يستنشقه الكُتّاب وهم يعملون.. مما  ينتج إلهامًا لهم حتى ولو لم يجد طريقه للكتابة أو أن يُطبع في منشور ما..  وذلك الإلهام، إذا ما تم تأسيسه جيدًا، وإذا كان قويًا وصادقًا وينبع من  ذات الفرد.. قد يكون له قيمة كبيرة الآن بعدما صار النقد معلقًا... فإذا  شعر الكاتب بوجود نوع مختلف من النقد... وهو رأي الأشخاص الذين يحبون  القراءة للقراءة ذاتها... ألا يمكن أن يحسن ذلك من عمله؟.. وإذا كان الأمر  كذلك.. فهذا يعني أن كتبنا ستصبح أقوى، وأغنى، وأكثر تنوعًا، وستكون  الخاتمة مستحقة.

 

 (ألبرتو مانغويل، وهارولد بلوم، وفيرجينيا وولف، وسيردوين دوفي)