الكاتب: محمود راضي
لو عقدنا مقارنة بسيطة جدًّا بين ما تقدمه المكتبة العربية والمكتبات الغربية من كتب عن الكتابة اﻹبداعية، ستُحسم المقارنة حتمًا للمكتبات الغربية، بل إن المكتبة العربية تعتمد في أغلب الوقت في هذا المجال على الترجمات؛ نظرًا لقلة ما وُضع فيه من كتب، مما يجعل الخيارات التي يحاول كاتب ناشئ أن يبدأ منها قليلة جدًّا، ومع ذلك، ومع قلة الخيارات، يوجد بعضها مما يستحق الذكر واتخاذه نقطة بداية.
حرب الفن.. اكسر الحواجز واربح معاركك الإبداعية الداخلية.. تأليف: : ستيفن بريسفيلد، ترجمة: هشام فهمي.. دار اكتب للنشر
أحيانًا لا تكون مشكلة المبدع - أيًّا كان مجال إبداعه - فيما يرغب في تقديمه أو طرحه في حد ذاته، وإنما أن يجرؤ على اتخاذ الخطوة اﻷولى أصلًا، التي كثيرًا ما تكون ثقيلة الوطأة ومراوغة في البحث عن طريق للسير منها، وأن تجد معك من يذلل أمامك كل الصعوبات وصولًا إلى الخطوة اﻷولى المنتظرة والمؤجلة منذ أبد الدهر.
يأتي هذا الكتاب الممتاز الذي يقوم بتفنيد كل الحجج التي يسوقها المرء لنفسه لكي لا يبدأ اﻵن وحالًا وفورًا في الشروع في عمله اﻹبداعي المؤجل، وتشجيع قارئه على مقاومة السبل التي ينفذ منها التسويف والمماطلة.. يُنصح بهذا الكتاب بشدة لمن يعاني من مشكلات المماطلة والتسويف، ولمن يحاول كسر البحر المتجمد الذي يفصله عن بدء مشروعه الفني/ اﻹبداعي.
* * *
القصة.. المادة، البنية، الأسلوب، مبادئ الكتابة للسينما.. تأليف: روبرت ماكي، ترجمة: حسين عيد، مراجعة: طلعت الشايب.. المركز القومي للترجمة
بالرغم من قراءتي لهذا الكتاب منذ سنوات، إلا أنه يظل حتى الآن من أفضل ما قرأت حول كتابة السيناريو، إن لم يكن هو الأفضل، لا يعتمد أبدًا طريقة (افعل ولا تفعل) التي تقوم بها الكثير من كتب تعليم الكتابة الإبداعية بأشكالها كافة، ولا يقدم لك وصفات جاهزة يمكن أن تفصِّل عليها السيناريو الذي تريد كتابته، بل هو يفكر معك بصوت عالٍ، ويمنحك عشرات بل مئات الاقتراحات التي يمكن أن تخدمك في بناء قصتك وتطويرها ودفعها للأمام.. كل ما يفعله روبرت مكاي هنا أنه يمنحك علامات للطريق، لا يخبرك من أي طريق تسلك، وهذا هو الفارق بينه وبين أي كتاب آخر حول كتابة السيناريو.
* * *
لياقات الكاتب.. تأليف: دوروثي براندي، ترجمة: فريق ضاد/ غزة
دار كلمات للنشر (دولة الكويت)
كان آخر ما قرأته في مجال الكتابة اﻹبداعية (ورشة سيناريو جابرييل جارسيا ماركيز)، والحق أني لم أنل منه القسط الذي يكفيني من الاستفادة حتى مع وجود بعض الجوانب الجيدة به هنا وهناك، لكني شعرت في كثير من اﻷحيان بأن أعضاء ورشة ماركيز كانوا يتحدثون مع أنفسهم أكثر من حديثهم مع القارئ المتابع ذاته!
وهذه المرة جاء في طريقي كتاب دوروثي براندي هذا بالصدفة، ولم أكن قد سمعت به من قبل، لكنه كتاب هائل ويدخل إلى لب اﻷمر مباشرة دون أي تعقيدات، ودون أي تنظير فارغ، ودون حتى وعود زائفة، فدوروثي هنا تقدم في كتابها الصغير هذا كمًّا هائلًا من التمارين التي تهدف في المقام اﻷول لكسر النهر المتجمِّد الذي يفصل بين الكاتب وعملية الكتابة ذاتها، شيء يماثل تمارين اﻹحماء الضرورية قبيل اﻹقدام على المباراة المرتقبة.
* * *
الحكاية وما فيها.. تأليف: محمد عبد النبي
مؤسسة هنداوي
من أفضل كتب الكتابة اﻹبداعية التي وقعت بين يدي على اﻹطلاق، محمد عبد النبي يسد فراغًا هائلًا في هذا الحقل؛ نظرًا لعدم وجود كتب مؤلفة بالعربية فيه أمام وجود العشرات - بل قل المئات - من الكتب المترجمة في نفس الحقل، كما أنه مليء بعشرات اﻷفكار والاقتراحات المفيدة والعملية التي استخلصها واصطفاها عبد النبي من قراءاته المكثفة فيما كُتب في الكتابة اﻹبداعية، وممارساته العملية للتدريب على الكتابة اﻹبداعية من خلال ورشته الشهيرة التي تحمل نفس اسم الكتاب، وخبرته الفعلية في كتابة القصة القصيرة والرواية، خاصة مع التبويب الموفق الذي يمارسه داخل الكتاب لكل خطوة من خطوات عملية الكتابة.