مقتطفات من كتب مختلفة




مقتطفات من كتب مختلفة
إعداد: محمد خيري الخلَّال

من خواطر جنين في نهاية شهره التاسع..
يطاردني الشعور بالشيخوخة رغم إرادتي بغير دعوة..
لا أدري كيف أتناسى دنو النهاية وهيمنة الوداع..
تحية للعمر الطويل الذي أمضيته في الأمان والغبطة..
تحية لمتعة الحياة في بحر الحنان والنمو والمعرفة..
الآن يؤذن الصوت الأبدي بالرحيل..
ودع دنياك الجميلة واذهب إلى المجهول..
وما المجهول يا قلبي إلا الفناء..
دع عنك ترهات الإنتقال إلى حياة أخرى..
كيف ولماذا وأي حكمة تبرر وجودها..
أما المعقول حقا فهو ما يحزن له قلبي..
الوداع أيتها الحياة التي تلقيت منها كل معنى..
ثم انقضت مخلفة تاريخا خاليا من أي معنى.
نجيب محفوظ

ليس كل ما يكتبه الكُتّاب المشاهير رائعًا عميقًا.. لكنهم يعتمدون على رصيد من الثقة خلقوه لدى القارئ.. هكذا يقرأ القارئ المقال أو القصة وهو مستعد لاعتبارها ممتازة.. بينما لو كتبها كاتب غير معروف لانهالت عليه عبارات السباب باعتباره كناس شوارع قرر أن يجرب الكتابة!
د.أحمد خالد توفيق

بطوط.. الفاتن.. أصدق وأكثر شخصيات عالَم ديزني ثراءً وعمقًا.. الشخصية الرمادية التي لا يوجد فيها ملمح واحد مفتعل.. ليس قويًا ولا حكيمًا ولا ذكيًا ولا بارعًا.. لكنه مجرد بطة تحب الحياة بشدة.. لا عمل محددًا له، فقد مارس كل المهن تقريبًا، وفشل فى معظمها.. بطوط لا يكره أحدًا أبدًا رغم سرعة انفعاله.. بطوط شخصية واقعية من صميم الحياة.. هو أنت وأنا.. بأحلامنا وضعفنا.. لذلك فإنني حينما بدلت الكتب الغليظة بمجلات ميكي كنت قد اخترت طريقي بالفعل ولم أندم!
د.أيمن الجندى

صدمت شاحنة كاتب الرعب الشهير (ستيفن كينج) عام 1999 لتلقيه مهشم العظام غارقًا في دماءه على قارعة الطريق.. بالطبع تم نقله إلى المستشفى.. وهناك لم يقض وقته في الراحة وتلقي العلاج فحسب، بل كتب رواية قصيرة ونشرها اليكترونيًا على أن تكون قابلة للتحميل مقابل دولارًا واحدًا.. يقال أن أرباح هذه الرواية كانت كافية ليشتري المستشفى التي يعالج فيها!
تامر إبراهيم

هناك مَن يدعون قراءة كتب معينة دون أن يفعلوا ذلك.. لإظهار أنهم الأكثر ثقافة وذكاء.. وهم يحتفظون بتلك الكتب فوق أرفف مكتباتهم للمباهاة واستعراض العضلات الأدبية.. دون أن يفتحوا أيًّا منها.. ويعتمدون فى عدم كشف كذبهم على توافر معلومات عنها من أفلام أو تدريس بعضها فى المناهج.. أشهر هذه الكتب قاطبة: رواية الحرب والسلام لتولستوي، الجريمة والعقاب والأخوة كرامازوف لديستويفسكي.
استطلاع للرأي أجرته الجارديان، عن صحيفة أخبار الأدب المصرية

لم تمنع الثقافة أحدًا من أن يكون سافلًا.. إن الاعتقاد بكمال الجنس البشري بفضل التعليم هو أكبر وهم ورثناه من عصر الأنوار.. لقد تعلمنا من النازية أننا يمكن أن نكون مثقفين ونستسلم للحقد والعنصرية والعنف.. فهايدغر يمثل في نظري أعظم فلاسفة القرن العشرين، ومع ذلك، كان هتلريًّا ومعاديًّا للسامية.. وألمانيا كانت أكثر الدول ثقافة خلال سنوات 1930، وقد تورطت في الهمجية دون أن يلقى ذلك مقاومة تذكر من غالبية النخب المثقفة.. إن أكبر وهم ورثناه عن عصر الأنوار أن تقدم الحضارة وتقدم الأخلاق رديفان.. في حين أن التربية الأخلاقية لا صلة لها بالتكوين الفكري ولا بالثقافة.. إن تبديد هذا الوهم كان أكبر اكتشاف خلال النصف الثاني من القرن العشرين.. وما أخشاه أننا لم نفطن بعد إلى ذلك.
لوك فيري

الهجرة إلى العصر المملوكي.. عندما أشرع في الهجرة بروحي إلى العصر المملوكي، أستخرج المراجع المعنية لي من رفوف مكتبتي: السلوك للمقريزي.. والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي.. والضوء اللامع للسخاوي.. وتشريف الأيام والعصور.. ومفاكهة الخلان.. ومصادر شتى، أقلب صفحاتها، أستعيد وأستوعب..
لكنني دائمًا أعود إلى " بدائع الزهور في وقائع الدهور".. والذي أدوام الهجرة إليه منذ ثلاثين عامًا أو أكثر.. لا أسمي اطلاعي على صفحاته قراءة.. بل هجرة؛ لأنني أمتلك عبرها عصرًا بأكمله تبدد، ومضى بلا رجعة، ولولا ابن إياس وغيره من مؤرخين عظام لما عرفنا عنه شيئًا..
لماذا ابن إياس؟.. والله لا أدري.. مع أنني أحفظ عن ظهر قلب صفحات كاملة منه يحلو لي أن أرددها عندما أكون بمفردي في صحراء المماليك، أو أجلس بمقهى في مواجهة مدخل أثر عظيم، أو عندما أمشي من منطقة مار جرجس القبطية في حي الأزهر.. ثمة شيء في طريقة حكيه.. في سرده.. تظل ممتنعة عن التفسير عندي.. ولكنها خاصة جدًا.. أدركها بالحس ولا أقدر على التعبير عنها.. والحديث عن ابن إياس يطول.
جمال الغيطاني

يجب أن نبقى قراءً.. وألا نزيد في تمجيد أولئك الكائنات الغريبة التي تُدعى (النقاد).. لدينا كذلك مسؤولياتنا كقراء وأهميتنا أيضًا.. يجب أن تتسلل معاييرنا الخاصة وآراؤنا في الهواء الذي يستنشقه الكُتّاب وهم يعملون.. مما ينتج إلهامًا لهم حتى ولو لم يجد طريقه للكتابة أو أن يُطبع في منشور ما.. وذلك الإلهام، إذا ما تم تأسيسه جيدًا، وإذا كان قويًا وصادقًا وينبع من ذات الفرد.. قد يكون له قيمة كبيرة الآن بعدما صار النقد معلقًا... فإذا شعر الكاتب بوجود نوع مختلف من النقد... وهو رأي الأشخاص الذين يحبون القراءة للقراءة ذاتها... ألا يمكن أن يحسن ذلك من عمله؟.. وإذا كان الأمر كذلك.. فهذا يعني أن كتبنا ستصبح أقوى، وأغنى، وأكثر تنوعًا، وستكون الخاتمة مستحقة.
فيرجينيا وولف

قال شهريار ذات يوم لزوجه شهرزاد: تعلمين أني لم أفهم بعدُ لماذا قطعتِ عني قصَصَكِ الجميل!
فقالت شهرزاد: لأمرين يسيرين؛ أحدهما أني أخذت في هذا القصص أحقن دمي، وأعصم نفسي من الموت، وأصرفك عن سفك الدماء، وقد بلغتُ من هذا كله ما أريد.. الثاني أن الجهد الفنيَّ ممتعٌ حقًّا إذا نشأ عن الرغبة والاختيار، بغيضٌ حقًّا إذا نشأ عن الرهبة والإكراه، وقد أخذت نفسي بما تكره ما دعت إلى ذلك ضرورة، وقد آنَ لي أن آخُذ بحظي من الحرية؛ فلا أقصُّ إلا حين أريد أنا، لا حين تريد أنت، ولا حين تريد الظروف.
طه حسين

لا آفة أَضرُّ على العلوم وأهلِها من الدخلاء فيها؛ وهم مِن غير أهلها.. فإنهم يجهلون، ويظنون أنهم يعلمون.. ويُفسدون، ويُقدرون أنهم يُصلحون.
ابن حزم

اللعنة أيها الآباء!.. إن لكل طفل الحق أن يطلب أيس كريم بدون أن يشعر بالضآلة.. لكل طفل الحق أن يكون سعيدًا وأن يضحك ويلعب ويقهقه.. لماذا لا نتركهم؟.. لكل طفل على الأرض الحق أن يكون له أب يفكر قبل أن يتكلم.. أب يفهم القوة المطلقة التي تم منحها له ليشكل حياة إنسان آخر.. أب يحب ابنه أكثر مما يجب برامج التليفزيون ومباريات الكرة.. أب يحب ابنه أكثر من النفايات المادية.. أب يحب ابنه أكثر من وقته.. كل طفل يستحق أن يكون له أب بطل..
ربما كانت الحقيقة أن كثيرًا من الآباء لا يستحقون أطفالهم.. ربما كانت الحقيقة أن كثيرًا من الآباء ليسوا بآباء أصلًا!
Dan Pearce.. ترجمة :دينا سعيد

لا أشجب تأثير ما تُسمى ب(الكتب السيئة) بقدر تأثير (الكتب العادية).. ف(الكتاب العادي) مضرًا أكثر من غيره.. وذلك لأنه مُؤلَف من أناس كالآلات.. يكتبون أي شيء دون وعي، كي يقرأه آخرون مثلهم دون وعي.. وهذا الفرد شبه الآلي هو أخطر على المجتمعات من الفرد الشرير.. وإذا ما قُدر لنا أن يُختم مصيرنا بانفجار قنبلةٍ ما.. فإنه هو مَن سيتسبب بضغط الزر!
هنري ميللر

ليس هناك هدف أسمى من أن تغري الآخرين بالقراءة.. وشتان بين أن تسعى إلى هذا الهدف بوسائل مبتكرة، وقدرة عارمة على التقاط الأفكار المحفّزة ووسائل العرض المحببة.. وبين أن تنزلق إلى فخ التلخيص وتقديم المحتوى (على الجاهز).. فتقتل الهدف الذي سعيت إليه قبل أن يولد!
إيهاب الملاح

أن تكون مشهورًا..
ليس في ذلك شيء من الجمال..
ليس هذا ما يجعلك تصعد عاليًا..
هدف الخلق.. عطاء النفس..
وليس الضجة أو النجاح.
بوريس باسترناك

إذا أردت أن تصبح كاتبًا.. فعليك أن تفعل أمرين قبل كل شيء.. اقرأ كثيرًا واكتب كثيرًا.. لا شيء ينفع لتفادي كلا الأمرين.. وليس هناك طريق مختصر.. وإذا لم تجد الوقت اللازم لتقرأ.. فإذن أنت ليس لديك الوقت (ولا الأدوات) لأن تكتب.. هكذا بكل بساطة.. فإذا حصلت أنا على نكلة مقابل كل شخص يخبرني أنه يريد أن يصبح كاتبًا كبيرًا لكن ليس لديه الوقت الكافي ليقرأ.. فإنه سوف يتوافر لديَّ مبلغ كبير أستطيع به أن أهنئ نفسي بعشوة فاخرة!
ستيفن كينج

بعض الكُتّاب يحتاجون إلى أزمنة مغايرة لأزمنتهم التي يوجودون فيها حتى يتم اكتشافهم من جديد.. فقد يفشل المبدع في التواصل مع معاصريه من القراء.. وقد تتم إعادة اكتشافه مرة أخرى بعد رحيله من قِبل قراء جدد تغيرت لديهم عادات القراءة وذائقتهم الجمالية.. حدث ذلك مع كُتّاب عظام تم اكتشافهم مرة أخرى بعد رحيلهم.. ولم يشعر بهم أحد من معاصريهم.. والأمثلة كثيرة: رواية الأحمر والأسود لستندال لم يتم اكتشافها إلا بعد وفاة مؤلفها بزمن طويل.. وأيضًا رواية عوليس لجيمس جويس، وموبي ديك لهرمان ميلفيل.. وغيرهم الكثير من الكُتّاب أصحاب الروايات العظيمة والتي خلدتهم بعد رحيلهم.. إلا أنهم في زمنهم كانوا نسيًا منسيًّا.

ميت ذلك الذي يَخضع لعاداته.. مكررًا حياته كل يوم.. ذلك الذي لا يغير ملابسه.. ولا ينحرف عن طريق عمله.. ولا ينظر إلى المغيب بعينين جديدتين.
ميت ذلك الذي يؤثر اللونين الأسود والأبيض والجنوح إلى الوضوح.. على سرب غامض من الأحاسيس الجارفة.. تلك التي تجعل العينين لامعتين.. وتحول التثاؤب إلى ابتسامة.. وتعلم القلب أن يرتجف حين تدهمه المشاعر.
ميت ذلك الذي لا يقلب الطاولة.. ولايجرؤ ولو لمرة واحدة في حياته على الهروب من النصائح المنطقية.
ميت ذلك الذي لا يسافر ولا يطالع ولا يصغي إلى الموسيقى.
ميت ذلك الذي يرفض المساعدة ويقضي سحابة يومه متذمرًا من حظه العاثر أو من استمرار المطر في الهطول.
ميت مَن يتخلى عن مشروع قبل أن يقبل عليه.
ميت مَن يخشى أن يثير الأسئلة حول ما يجهل.. ومَن لا يجيب عندما يُسأل عن أمر يعرفه.
ميت مَن يجتنب الشغف ولا يجازف باليقين في سبيل الشك من أن أجل أن يطارد بعض أحلامه.
بابلو نيرودا

في هذا العالَم لا يمكن أن تكون إلا واحدًا من اثنين.. حملًا أو ذئبًا.. الحملان تُؤكل.. والذئاب تأكل.. أفلا يوجد يا إلهي حيوان ثالث يكون قويًا وطيبًا في نفس الوقت؟!
نيكوس كازانتزاكيس


الذين يحاكمون كتابًا ما، بتهمة "خدش الحياء العام".. هم أكثر مَن يقرأ هذا الكتاب بلذة قصوى!
خليل صويلح

حب الطفولة قاس حقًا..أعمال فنية نادرة نجحت في اقتناص هذا الخيط الموفق.. وقصتنا اليوم تحكي عن حب طفولة مر به صاحبنا وهو في الصف الرابع الابتدائي.. كان حبًّا عاتيًا شديد العنف والقسوة.. ولتذهب الهرمونات إلى الجحيم، فلم يكن لها أي دور في هذه القصة.. لا يعرف حقًا إن كانت جميلة أم لا بمقاييس الجمال.. كانت تعجبه جدًّا وكفى.. حب من طرف واحد.. لم يعرف قط إن كانت تلميذة الصف الرابع الابتدائي تميل له أم لا.. ولم يهتم بشيء سوى كونه يحبها جدًّا.. انتهت المدرسة الابتدائية وصار أصدقاء الأمس غرباء.. رأها ذات يوم بالصدفة وهي تلبس بدلة المدرسة الإعدادية الزرقاء الأنيقة.. ضحك لها وضحكت له.. سألته عن حاله وسألها عن حالها.. وتظاهر بأنه لا يموت.. تظاهر بأن قدميه ثابتتان.. تظاهر بأنه لم يحلم بها كل يوم منذ ثلاثة أعوام.. حيته وانصرفت..وكان هذا هو اللقاء الأخير فعلًا..
تُرى أين هي الأن؟.. تُرى كيف كانت الأمور ستكون لو صارت له؟.. هل كانت نهايتها لتكون أفضل أم أسوأ؟.. هل يلتقيها يومًا ما في السماء في عالم آخر بمقاييس مختلفة؟.. وهل تظل معه وقتها ؟..
لن يعرف أبدًا على الأرجح، فقط لو عرفتم أين هي، وما مصيرها، أرجو أن تبلغوه بما تعرفون.
د. أحمد خالد توفيق

كان في إحدى مدن فرنسا أديب تاعس الجَدُّ، تحييه زوجته المهذبة بما نصافح به العقارب متى شرفتنا بزيارة صيفية، ويزدريه مَن عرفوه في المجالس والمجامع.. كان المسكين في حربين داخلية وخارجية.. ولما اندلعت الحرب العظمى اختفى أثره، واشتهت بلدته أن تشتهر بأديب تفتخر به كغيرها من المدن، فرأت أن تشيد أثرًا فخمًا لأديبها هذا، فاضطلع رئيس البلدية بالأمر ورفع الأثر عاليًا، ثم كانت حفلة إزاحة الستار فتصدرها الوزير وزوجة الشاعر يجللها السواد من فوق عينيها إلى رجليها.. وفي تلك الساعة الخطيرة من تاريخ المدينة وفد الشاعر بعد غيبته الطويلة، على الطائر المنحوس، ولشد ما دهش إذ رأى نفسه استحال تمثالًا من الرخام، ورفع على خازوق المجد.. أظهر نفسه للمحفل الكريم فأنكروه جميعًا حتى زوجته المتباكية، وخاف سعادة رئيس البلدية أن تفسد الطبخة ويحرم الحلوان؛ أي الوسام الذي في جيب الوزير، فسار بالشاعر ناحية وقال له جادًّا: أنت مت يا صاحبي، وقد صرفنا مبالغ طائلة من الفرنكات لتمجيد ذكرك؛ فليس من الكياسة أن تكذبنا، ولا من الحكمة أن تخسر هذا المجد.. وكان الأديب نبيهًا فتذكر زوجته ورفقها به، فصدق أنه مات، ولكنه عاش طويلًا يتفيأ ظل تمثاله، وينظم الشعر في تمجيد صاحب التمثال أديب البلد وشاعره الكبير!
مارون عبود

الرواية الحقيقية.. تفكك الرواية الحقيقية الواقع المألوف وتعيد تركيبه مرة أخرى.. فنراه بنظرة جديدة أعمق وبفهم أفضل.. وهي تغوص في أعماق النفس الإنسانية على نحو يتجاوز ما يمكن أن يكشفه لنا علم النفس.. (أوَلم يلجأ فرويد إلى روايات دستويفسكي ليجد فيها دليلًا على نظرياته التي أسست علم النفس ذاته؟!).. وتطرح الرواية الحقيقية أيضًا أسئلة جادة عن ماهية الحياة والوجود على نحو يستفز القارئ.. إن لم يكن لتقديم أجوبته الخاصة.. فهو يستفزه على الأقل لأن يفكر في تلك الأسئلة.. الروايات الحقيقية باختصار مرايا سحرية يرى فيها القارئ جوانب مجهولة من عالمه ومجتمعه ومن نفسه.. أو كانت مجهولة له قبل أن يدخل عالم الرواية.
بهاء طاهر

هناك كتب أقرب ما تكون إلى ذبيحة لغوية بأحشاء مكشوفة ورائحة عطنة.. تدعوك إلى النفور من محتوياتها.. ورائحة أفكارها.. لذلك ورغم هول كلمة "مذبحة".. إلا أن المكتبة تحتاجها بين فترة وأخرى.. لتخليص الرفوف من الأوزان الثقيلة للورق، وهباء الحبر وجفاف المخيلة.. كنوع من الاصطفاء الطبيعي الضروري للكتب التي تتكئ على عكاز الأكاذيب، وفقر الدم وتصلب الشرايين، وضياع الموهبة.. الكتب التي تعلن عن ركاكتها من نظرة خاطفة إلى الفهرس، أو إلى الإهداء، أو السيرة الذاتية لصاحبها.
خليل صويلح

أن تكون مثقفًا هذا لا يحتم عليك قراءة أي كتاب بعينه.. لكنه يحتم عليك أن تتمكن من العثور على اتجاهك، وتحديد الكتب التي تشكل نظامًا حول هذا الاتجاه.. هذا سيجعلك قادرًا على معرفة كل عنصر وكل علاقة داخل هذا النظام.
آندي ميلر

وإذا كان ذوق القراء فاسدًا منحطًا.. فهل واجب الكاتب أن يترضَّى هذا الذوق الفاسد فيزيده فسادًا وانحطاطًا.. وأن يُغذي سخفهم ويملى لهم فيه؟.. وهل خُلق الكاتب ليكون عبدًا مسخرًا لدور النشر.. وآلة صماء في أيدي أصحاب المجلات والصحف.. وهم بدورهم عبيد للجمهور الأرعن السخيف؟!.. علي أدهم

لقد حان الوقت لأن يقوم القارئ بدوره بإلقاء ثمار تجربته وتفكيره وتسجيل جميع الملاحظات التي ترد على خاطره على مدار قراءته للكتاب.. فقد ولى الزمان الذي كانت فيه آراء الكُتّاب تسقط كالمراسيم الرئاسية فوق رأس القراء.. وأصبح للقارئ نفس قدر الكاتب وصارت الكتب ملكًا للقارئ أكثر منها للكاتب.
جان دورمسون

هناك مَن يقضي حياته كاملة في القراءة دون أن يحقق شيئًا أبعد من ذلك.. فلا يدرك أن الكلمات ما هي سوى أحجار مرصوصة لنعبر من خلالها للضفة الأخرى من النهر.. وهذه الضفة هي الأهم!
جوزيه ساراماجو

اللحظة التي أُعير فيها كتابًا لأحد.. يبدأ اشتياقي إليه.. والكتاب الغائب عن الرف يصبح فجأة أكثر أهمية من جميع الكتب الموجودة.. يذهب عقلي مباشرة للفراغ الحزين على الرف.. طمآنينتي تحطمت.. توازني اختل.. تأثيري أصبح مشوشًا حتى يعود كتابي إليّ.. وأتذكر في إحدى روايات فيليب روث حين تزوج أحد أبطال القصة من فتاة فقط كي يتمكن من استرجاع الكتاب الذي كان قد أعارها إياه!
آندي ميلر

كلما ازدادت الكتب زيادة مطردة ازدادت معها صعوبة الاختيار.. وأصبحت القدرة على التمييز والمفاضلة أخطر وألزم.. والواقع أن صعوبة اختيار الكتب التي يقرؤها الإنسان ويخصها بعنايته وتقديره، مسألة قديمة واجهت الإنسان قبل عهد الطباعة.. وطالما رددت الناس أن الكتب كثيرة.. فماذا نصنع وكيف نختار؟.. ولكن مما يهون مشكلة الاختيار أن الكتب القيمة الممتازة الجديرة بالعناية والدرس دائمًا قليلة، وفي بعض الأحيان تكون نادرة، وليست بالكثرة الرهيبة التي تروع وتهول.
علي أدهم

أعظم إساءة للقارئ هو الثناء العشوائي على كتب محددة عُدت من الكلاسيكيات.. فإذا لم يكن القارئ صبورًا فسيصرخ قائلًا إن النقاد الذين أخبروه إن الرواية التي يقرأها هي من التحف أثبتوا أنهم حمقى.. وإذا كان متواضعًا ومعتدلًا فسيلوم نفسه ويعتقد بأنها فوق مستواه وليست من أجله.. ولكن إذا كان عنيدًا ومثابرًا سيقرأ بضمير، ولكن من دون متعة..لكن إذا لم تُقرأ الرواية بمتعة فهي عديمة القيمة.. لذلك فإن كل قارئ هو أفضل ناقد، لأنه وحده الذي يعرف ما يمتعه وما لا يمتعه..فليس ثمة إلزام بقراءة قصة أو رواية معينة.
سومرست موم

ما الذي يجعل أي كتاب عظيمًا؟.. في البداية علينا الانتباه إلى أن تلك العظمة تعيد قياس نفسها دئمًا باختلاف الأشخاص واختلاف الكتب.. لبعض القراء قد تدل العظمة على إتقان ثقافي جامح؛ مثل عظمة تولستوي أو فلوبير.. وللبعض الآخر قد تدل على صرخة المتعة.. وقد يدل أحيانًا وصف كتاب عظيم على ركن أساسي من أركان التعاليم الغربية: كتاب كلاسيكي - تعريف الكتاب الكلاسيكي: كتاب يفترض الجميع قراءته، ويعتقدون في أغلب الأحيان أنهم قاموا بقراءته فعلا - والكتب العظيمة قد تكون مهمة فعلًا، ولكنها ليست واضحة دائمًا أو ممتعة للقارئ.. بعض هذه الكتب قد تتطلب قراءة كتب عظيمة أخرى كي يتمكن القارئ من فهمها.. وقد تكون صعوبة بعض الكتب تمثل نوعًا من الماسوشية المزعجة لمجموعة من القراء.. بينما تمثل مقياسًا للعبقرية الفنية لمجموعة أخرى.. أيًا يكن، لا أظن أن على الكتاب العظيم أن يكون ممتعًا ليصبح كتابًا عظيمًا.. بعض الكتب تصبح عظيمة لأن الجميع يقبل عليها.. وبعضها تصبح عظيمة بناء على أراء النقاد مع تجاهل آراء العامة.
آندي ميلر

إن الكتب التي نحتاج إليها هي تلك التي تؤثر فينا تأثير الكارثة.. تلك التي تجعلنا نقاسي نفس المعاناة التي نمر بها حين يموت لنا أحد الأقارب الذين نعزهم أكثر من أنفسنا.. تلك التي تجعلنا نشعر كأننا على شفا الانتحار أو تائهين في غابة بعيدة عن العمران.. وهكذا يجب على الكتاب أن يعمل عمل الفأس في البحر المتجمد في نفوسنا.
فرانز كافكا

إرسال تعليق

أحدث أقدم