خمس عشرة وصية للشعراء





خمس عشرة وصية  للشعراء
الكاتب: أمين الريحاني (*)

(١) حرروا صناعتكم من «قفا نبك» و«سائق الأظعان» ـ إن عندكم اليوم الطيارات لتسوقوا النجوم.
   

(٢) حرروا أنفسكم من القيود التي تحول دون الإبداع والتجدد، ودون الصدق في الشعور والحرية في التفكير.
   

(٣) خذوا بيانكم ـ مجازكم واستعاراتكم ـ من لوح الوجود، ومن الحياة لا من الكتب والدواوين.
   

(٤) ليكن في خيالكم حقائق كونية وبشرية؛ وليشع من هذه الحقائق الخيال.
   

(٥) انظروا إلى الكون من خلال أنفسكم الشاعرة الباصرة، ولا تنظروا إلى أنفسكم من خلال الأوهام؛ الشاعر صوت ونور وما فيه سوى ذلك هو باطلٌ زائل.
   

(٦) لا تسرفوا في البيان ولا تطنبوا في بث لواعج النفس، فإن من أفصح الكلام الوقف، ومن أبلغ المعاني الإشارة بل السكوت.
   

(٧) حافظوا على التناسب والتوازن بين الصيغة والمعنى، وبين القلب والروح، إذا كنتم طائرين مثلًا ليكن القول خفيفًا مجنحًا، وإذا كنتم متألمين أو ناقمين لتكن الأمواج اللغوية من ذوب الحديد.
   

(٨) تجنبوا السخافة في الفكر والوصف، وفي الصور الشعرية والخيال، لا تسخروا القمر والشمس مثلًا لما سخرهما قبلكم ألف شاعرٍ وشاعر.
   

(٩) لا تدخلوا المواضيع من الأبواب التي دخلها قبلكم جميع الشعراء المقلدين، فتتعثرون بعظامهم ولا تنجون من قبورهم.
   

(١٠) ليكن لقصائدكم بدايةً ونهاية، فلا تُقرأ طردًا وعكسًا على السواء.
   

(١١) لا تعصروا قلوبكم كأن تتعلمون رقة الشعور، ولا تعقدوا أفكاركم كأن تتعمدون الغموض والإبهام.
   

(١٢) تحروا البساطة والصدق والإخلاص فكرًا وصناعةً وخيالًا.
   

(١٣) لا تنسوا وطنكم في حبكم الإنساني، ولا تنسوا الإنسانية في نزعاتكم الوطنية.
   

(١٤) ارفعوا للناس مشاعل الإباءة والشرف والقوة والعدل والشجاعة والثبات والأمل والإيمان.
   

(١٥) وقبل كل شيء وبعد كل شيء كفكفوا دموعكم، كفكفوا دموعكم، فالشمس لا تزال لكم، والقمر لا يزال رفيقكم، والربيع لا يخونكم.


(*) من كتاب: (أنتم الشعراء).


إرسال تعليق

أحدث أقدم