جولة مع برنارد شو


جولة مع برنارد شو (*)

ـ ذلك الذي يقتل الملك، وذلك الذي يموت من أجله، كلاهما عابد أصنام.

ـ الحرية تعني المسئولية، وهذا هو علة الخوف الذي يبديه معظم الناس منها.

ـ احذر الرجل الذي لا يرد لطمتك؛ لأنه لن يغفرها لك، ولن تغفرها أنت له.

ـ من الخطر أن تكون مخلصًا ما لم تكن بليدًا.

ـ كل من تجاوز الأربعين يعد من الأوباش.

ـ الحياة تسوي بين جميع الناس ولكن الموت يبرز المتفوقين.

ـ لا يستطيع أثرى الأثرياء، في عالم يحفل بالقبح والتعس، أن يشتري بثرائه سوى القبح والتعس.

ـ أعظم الآلام هو ما ينشأ من إطالة اللذة الحادة.

ـ في الشعب الأحمق يعد العبقري إلهًا، الجميع يعبدونه ولا أحد يعمل بإرادته، لو أن العظيم استطاع أن يجعلنا نفهمه الفهم الصادق لقتلناه.

ـ الرذيلة هي التبذير في الحياة.

ـ ليست الفضيلة أن نكف أنفسنا عن الرذيلة إنما هي ألا نشتهيها.

ـ أكثر الناس قلقًا في السجن هو السجان.

ـ عندما يقتل الإنسان نمرًا فإنه يصف عمله بأنه صيد ورياضة، وعندما يقتل النمر إنسانًا فإننا نسميه حيوانية ووحشية، وليس الفرق بين الجريمة والقضاء أكبر من هذا.

ـ أسوأ المربين هم الذين يحاولون أن يصوغوا أخلاق الصبي في قالب.

ـ لا يمكن أي إنسان أن يتخصص تمامًا في علم ما دون أن يكون أبله.

ـ الفنان الصادق يؤثِر أن يترك زوجته جائعة، وأبناءه حفاة، وأمة تكد لتحصل على لقمتها وهي في السبعين، على أن يترك فنه كي يعمل عملًا آخر.

ـ ليس من العقل أن ننتظر النور والإرشاد من الذين يُعَدُّونَ الآن من محترفي السياسة ورجال الحكومات؛ لأنهم ليسوا فلاسفة ولا أنبياء، إذ لو كانوا كذلك لكان همهم أن يفلسفوا ويتنبأوا بدلًا من أن يضيعوا وقتهم في ممارسة الحكم.

ـ هذا المخلوق الذي يُسَمَّى إنسانًا والذي يعد في صميم عظامه جبانًا، عندما يعالج مصالحه الشخصية، يستحيل إلى بطل عندما يجد فكرة … وإذا أنت أوضحت له أنه سيؤدِّي عملًا يزعم أنه قد كلفه الله إياه، وأنه سيكون لهذا العمل أسماء جديدة عديدة، فإنه عندئذ يخاطر بكل ما يملك ولا يبالي ما سوف تكون النتائج في شخصه.

ـ إني أمقت مذهب الفداء إيمانًا بأن كرام الناس من الرجال والنساء يأبون أن يكفِّر أحد عن خطاياهم بأن يعاني هو موتًا قاسيًا.

ـ إني أجد حضارتنا سائرة إلى الدمار لإسرافها في حرية الفرد الذي نجيز له أن يكون كسولًا أو متلافًا، أو أن يجمع الثروة الضخمة بالاستغلال المهين للعمال، أو بتجويعهم، أو بحملهم على أن يبيعوا أعراضهم، أو على أن يرتكبوا الجرائم أو يفشوا الأمراض بين مواطنيهم، أو أن يكون أحدهم لصًّا يغش الأرامل واليتامى أو غيرهم من الآمنين بأن يحصل على مدخرهم فيبذره … إلخ.

ـ العبقري ليس هو الرجل الذي يعرف أكثر من غيره أو يعمل أكثر من سائر الناس، ولم يحدث قَطُّ أن عاش عبقري ولم يتفوق عليه في هذين الشأنين عدد كبير من المغفلين الذين لا يُرجى منهم خير، إنما العبقري هو ذلك الذي يرى أهمية الأشياء ويميز بينها، ولولا ذلك لكان أي معلم خيرًا من المسيح نفسه.

ـ إن القاعدة التي يقول بها الطبيعيون: «الطبيعة تكره الخواء» تنطبق أيضًا على رأس الإنسان؛ إذ ليس هناك رأس فارغ … فإذا أنت تركت زاوية صغيرة فارغة في رأسك لحظة واحدة فإن آراء الناس غيرك ستندفع إلى ملئها … من الإعلانات والجرائد، والكتب، والقيل والقال، والخطب السياسية، والقصص والدرامات … فيجب أن تحرص على أن تفكر بنفسك ما استطعت.

ـ عقولنا هي عقول الجماعة، ومهما حاولنا الاستقلال في تفكيرنا فإننا مع ذلك لن نستطيع التخلص من التفكير الجماعي، وقصارى ما نستطيعه هو قشرة صغيرة من الاستقلال الفكري، بل إني لأقول إنك حين اشتريت كتابي هذا إنما فعلت ذلك كي أفكر أنا لك، ولكن الواقع أني لن أستطيع ذلك أكثر مما أستطيع أن أتناول لك عشاءك، وقصارى ما أفعل أني أطبخ لك عشاءك الذهني بأن أقدم لك مقدار ما فكرتُ وفكر غيري في الموضوع الذي تفكر أنت فيه؛ وذلك اقتصادًا لك في المجهود.

ـ يمكننا تعليم الصبيان الجهل؛ إذ من السهل أن نكتب على ورقة بيضاء ما نشاء، ولكن أوراق المدارس التي يكتب عليها التلاميذ ليست بيضاء إذ هي تحفل بأبيات الشعر اللاتينية السخيفة، وبالشعارات والأمثال المهجورة، وبسخافات القرون الماضية وقماماتها، وبالتاريخ الحافل بالأساطير، وأيما إنسان يحاول محو هذه الأشياء يعاقَب، وإذا لم يمكن عقابه فإنه يلعن باعتباره عدو الله والإنسان. أما روسو، وفولتير، وتوم بين، الذين حرروا الشعوب، فيعدون ملحدين أشرارًا في مدارسنا العامة، وكذلك واشنطون وكارل ماركس ولنين يعدون مجرمين طغاة.

ـ لا تقوم الحضارة إذا لم يكن لها قوانين ونظم واصطلاحات وقواعد، ولكن بعد أن تستقر كل هذه الأشياء يجب أن يكون هناك مجال للثورة والزندقة والشذوذ والابتداع والمخالفة؛ وإلا فإن الحضارة تتصدع وتنهار لأنها تعجز عن التكيُّف باكتشافات العلم ونمو الذهن، وعلى الحكومات أن تعاقب وتتسامح في وقت معًا، ولكن العقوبة والتسامح ليسا مبدأين؛ إذ على الحكومة أن تعرف متى تعاقب ومتى تتسامح وفق الظروف الجديدة.

ـ جميع أولئك الذين يحققون امتيازًا في الحياة، يبدأون حياتهم ثوريين، والمتفوقون فيهم يزدادون ثورة كلما تقدَّموا في السن، وإن كان الوهم السائد عنهم أنهم يعودون محافظين، وعلة هذا الوهم أنهم يفقدون إيمانهم بالطرق المألوفة في الإصلاح.

 

 

(*) مقتبسات من مؤلَفات (جورج برنارد شو) قدمها الأستاذ سلامة موسى تحت عنوان (كلمات برنارد شو) في ختام كتابه الذي أصدره عنه عام 1957.

 

 

 

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم