ملخص موجز لـ دون كيشوت في خمسمائة كلمة





ملخص موجز لـ دون كيشوت في خمسمائة كلمة

إعداد: د. محمد غلَّاب

 

دون كيشوت هو كهل نحيف طويل القامة من طبقة الأشراف الإسبانيين، يعيش في قصره الريفي الصغير مع خادم عجوز وابنة أخ في العشرين من عمرها. وكان يمضي أوقاته في مطالعة روايات عن البطولة والشهامة والفدائية، انتهت بأن أحدثت في تفكيره أثرًا مفرطًا، بلغ من الشذوذ حدًا جعله يصمم على أن يتخذ من نفسه فارسًا يتيه بلا غاية معينة ولا هدف محدد، ولا هم له إلا أن يناصر الضعفاء وأن يدافع عن الأرامل والأيتام، وأن يصلح الأخطاء ويعاقب الجناة ويفتك بالوحوش الرهيبة، وأن يحقق كل هذه المفاخر ليروق لغانية أوهامه.

ولما لم يكن ثريًا، فإنه يستلئم درعًا قديمًا ويمتطي صهوة جواد رديء، وليس ذلك فحسب، بل هو يصنع في خياله المريض صورة وهمية لفتاة قروية يطلق عليها اسم السيدة النبيلة (دولثينيا)، ثم يرتحل دون أن ينبىء أحدًا برحيله، وما يكاد يبدأ رحلته حتى ينزل في أحد الفنادق الريفية، فلا يلبث صاحب الفندق أن يدرك شذوذ عقليته، واضطراب تفكيره، وهنا يتخذه موضوعًا لتسليته.

وتبلغ به السخرية منه إلى أن يفهمه أنه هو فارس وأنه يرشحه للفروسية، فيصدق ذلك في سذاجة ويحسب أنه منذ الآن صار فارسًا بالفعل ويهاجم طائفة من التجار. ولا يوشك أن يفعل ذلك حتى يقذف به جواده الرديء على الأرض وينهال عليه التجار ضربًا حتى يعجزوه عن السير. و هنا يعثر عليه قروي خير فيحمله إلي قصره فتعنى خادمته وابنة أخيه وقسيس القرية بعلاجه حتي يشفى من مرضه، وفي هذا الوقت فقط يدرك هؤلاء خطر روايات الفروسية علي عقله فيحرقونها ويسدون باب المكتبة.

وعندما يبرأ ولا يجد كتبه، يعتقد أن ساحرًا استلبها منه ويصمم على الرحيل من جديد. لكنه في هذه المرة يصطحب معه قرويًا بدينًا حذرًا بل جبانًا رعديدًا يدعي (سانشو بانثا). ولا يكاد يستأنف رحلته حتى يرى أجنحة إحدي طواحين الهواء تدور، فيتوهم أنها عمالقه فيبادر إلى مهاجمتها رغم إنذارات صاحبه فتضربه تلك الأجنحة التي لا ترحم ضربات عنيفة، وهنا يهوى إلى الأرض مليئًا بالرضوض و الجروح فيؤمن بأن ذلك الساحر الذي استلب الكتب له يد في هذا.

وبعد ذلك تتوالى عليه الأحداث المضحكة كهجومه على قطيع الكباش متوهمًا أنه جيش من الرجال، أو كتخليصه فريقًا من الأشقياء الذين لا يكادون ينعمون بالحرية حتي يوسعوا منقذهم وصاحبه ضربًا ولكمًا، وأخيرًا يعثر عليه صديقه القسيس وحلاق القرية فيقنعانه بأن يدخل في قفص حديدي لكي ينقذ بذلك أميرة مسكينة سقطت في قبضة الساحر، ولا وسيلة لإنقاذها إلا ذلك، فيفعل وتتم حيلتهما لإعادته إلى قصره.

ولكنه لا يمكث فيه طويلًا اذ يعد العدة لرحلة أخرى يصطحب فيها رفيقه سانشو. وبعد أحداث تقع له مع أحد أصدقائه يصل إلى قصر دوق ذي سلطان قوي مهيب له دراية بشذوذه، فيستقبله استقبالًا رقيقًا ولكنه يتلهى هو وزوجته على حساب غفلته وأحلامه، فيعين سانشو حاكمًا على إحدى الجزر كما يتفق ذلك مع أوهامه.

ولكنه قبل أن يستمتع بهذا المنصب الخيالي أوحى الدوق سرًا إلى أحد أتباعه الأطباء أن يحظر على سانشو أن يذوق طعامًا أو شرابًا البتة بحجة أن أعداءه قد يدسون له السم فيما يتناوله, واذ يرى سانشو ذلك المصير الذي يحرمه كل لذة, يهجر منصبه الجديد و يعود إلى سيده.

وبعد ذلك تتتابع الأحداث المضحكة إلى أن يلتقي فارس آخر تائه بدون كيشوت فيهاجمه ويهزمه ويأمره بأن يعود إلى قصره . ولا يخفى أن هذا الفارس هو أحد أصدقاء دون كيشوت الذين يودون له الخير، والذي لن يتحقق إلا بعودته إلى قصره وبقائه فيه دون أن يغادره. وهنا لا يسعه إلا الخضوع لشروط المنتصر فيرجع إلى القصر ويبرأ من شذوذه ولكن صحته لا تلبث أن تنحرف شيئًا فشيئًا حتى يتوفى بعد أن صار عاقلًا نقيًا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم